أحمد أيوب

الموهوبون فى حكومة قنديل

الأحد، 31 مارس 2013 10:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مهما وصلت كفاءة المدرب وخبراته وقدراته الخططية والتكتيكية لا يستطيع الاستغناء عن اللاعب المهارى الموهوب، فهو القادر على تنفيذ ما يضعه المدرب من خطط وجمل تكتيكية فى الملعب، كما أن اللاعب الموهوب يمتلك الحلول والقدرة على حلحلة أى مقاومة دفاعية من الخصم، ووقت اللزوم قد يستغنى عن خطط المدرب ويتعامل بطريقته هو ولا يغضب المدرب لأن ثقته فى اللاعب الموهوب كبيرة، ويعلم أن ما بين عقله وقدمه وصلة لا تنقطع وتمنحه القدرة على الإبداع وحل المشاكل.

لهذا نجد اللاعب الموهوب هو الأقل إثارة للمشاكل مع جهازه الفنى لأنهم يعلمون قيمته وكلما زاد عدد الموهوبين فى الفريق كان هو الأقدر على الفوز والأفضل فى تحقيق المتعة الكروية للجماهير، وليس مثال الإسماعيلى فى مصر ببعيد وكذلك الأهلى الذى حصد نصيب الأسد من الألقاب المحلية والكروية لأنه يمتلك قدرة على خطف الموهوبين، حتى على المستوى العالمى كلما تميز فريق فى ضم عدد من الموهوبين، كلما تفوق على منافسيه مثلما يحدث فى فرق برشلونة الإسبانى وخصمه اللدود ريال مدريد وميلانو الإيطالى ومانشستر أو ليفربول فى إنجلترا، وعلى مستوى المنتخبات عندما كان منتخب الأرجنتين يمتلك الموهوب مارادونا فاز بكأس العالم، وعندما تميز الموهوب زين الدين زيدان وأتباعه خطفت فرنسا كأس العالم لأول مرة فى تاريخها.

وفى مصر عندما نجح المعلم حسن شحاتة فى جمع شمل عدد من الموهوبين أمثال أبو تريكة ومحمد زيدان وحسنى عبد ربه وعماد متعب وعصام الحضرى حقق إنجاز العمر وفاز بثلاثية الأمم الأفريقية.

أهمية الموهوبين لا تقتصر فقط على الملاعب وإنما فى كل المجالات فالطبيب الموهوب هو من يكسب ثقة المرضى والمهندس المبدع هو من تعرف بناياته من عنوانها، والمدير الموهوب هو من ينقل مؤسسته إلى مستوى أعلى، والوزير الموهوب هو من يبدع فى حل أزمات قطاعه دون انتظار المدد والتعليمات والأوامر، وهذه مشكلة الحكومة المصرية، أنها قد تضم متخصصين وشخصيات محترمة لكنها تفتقد الموهوبين فى مجالاتهم، تفتقر إلى من يملكون الإبداع فى التعامل مع المشاكل وابتكار الحلول، فكل أعضائها مع كامل الاحترام لشخوصهم وتخصصاتهم، يتعاملون بروح الموظف الذى يؤدى واجب أو اللاعب السنيد الذى لا يعرف طريق المرمى، وإن وجد نفسه فى منطقة الجزاء ارتبك وطاشت الكرة من قدمه، فوزراء الدكتور قنديل لا يمتلكون مهارة إحراز الأهداف فى قطاعاتهم، لا يجيدون خطف الأنظار فى مدرجات المواطنين، وإنما يكتفون بالتعامل الروتينى، يبدعون فى الحديث عن أصل المشكلة لكنهم يعجزون عن التفكير فى حلها، والأغرب أنهم لا يعترفون بقدراتهم ويرفضون حتى اللجوء إلى مدير فنى بدرجة مستشار مبدع يرسم لهم ما يعجزون عنه من خطط وحلول.

القاعدة التى يتعاملون بها أنه ليس فى الإمكان أفضل مما كان، فثقافتهم الوزارية مثل كل المصريين تعتمد على فكر ورؤية وإبداع الكبير فإن لم يكن الكبير هكذا اختفى الإبداع الشخصى، وطبيعى أن يكون الكبير الآن ليس مبدعا لأنه تولى منصبا لا يناسب مؤهلاته، فالرجل متخصص فى المياه وهندسة الرى، ولا يمكن محاسبته على غير تخصصه، وإنما لابد من محاسبة الوزراء الذين يفتقدون مهارة الإبداع والقدرة على قراءة الملعب جيدا، قد يكون السبب فى عدم الإبداع عند بعض الوزراء أنهم مثل رئيس الوزراء وضعوا فى أماكن لا تناسب تخصصاتهم مثل الدكتور محمد على بشر الرجل الموهوب فى الكهرباء، والذى عين وزيرا للتنمية المحلية، وقد يكون غياب الإبداع سببه الشعور بأن مناخ العمل الوزارى مسمم ولا يحض على الاجتهاد، وهذا بالفعل موجود لدى بعض الوزراء الذين أصابهم الإحباط ووجع القلب من الوضع الحكومة الحالى، مما اضطر بعضهم للاستقالة ، كما أن هناك آخرين غاب عنهم الإبداع، لأن السن له حكمه، لكن تظل هذه الحالات فردية وتظل الحكومة فى أغلبها تضم لاعبين عاديين جداً إن غابوا أو أصيبوا لن يتأثر الفريق ولن يغضب المدير الفنى.

الخلاصة أن مصر الآن تحتاج أن يكون من بين الوزراء من يشبه أبو تريكة أو ميسى أو رونالدو، وزراء لديهم حلول مبتكرة وأفكار مبدعة لنقل البلد وإخراجها من الكابوس الحالى، وليس مجرد وزراء تطفيش الكرات. وزراء يفكرون خارج الصندوق وليس مجرد تجار مفلسين يفتشون فى الدفاتر القديمة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة