سهير جودة

إنما المصريون.. الأخلاق ما بقوا

الخميس، 05 ديسمبر 2013 03:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا جرى للمصريين؟، سؤال رددناه كثيرا قبل 25 يناير، كان الجميع يتحدثون عن السلبيات طبعا. عندما قامت ثورة 25 يناير انبرى الجميع للدفاع عن عظمة الشعب المصرى وعبقرية الشخصية المصرية، مع تصاعد العنف والانفلات الأمنى بعد 25 يناير عاد السؤال مرة أخرى ماذا جرى لأخلاق المصريين؟ نفس الأمر تكرر بعد 30 يونيو، فجأة نصبح أعظم شعب وفجأة نصبح أسوأ شعب، فى شهر يناير من العام الماضى، دفع سائق تاكسى حياته ثمنا لشهامته فى الدفاع عن فتاة حاول 4 ذئاب اغتصابها، الأكيد أن أخلاق المصريين لسه بخير.. على سبيل المثال لو لم تكن أخلاق المصريين بخير هل كان السائق سيدفع حياته ثمنا لشهامته؟، لو لم تكن أخلاق المصريين بخير هل كانوا سيدفعون كل هذه المبالغ سنويا تبرعات لأعمال الخير التى تصل إلى 5 مليارات سنويا؟.. مصر فعلا عايشة على التكافل الاجتماعى، وهو ما يعنى بكل بساطة أخلاق المصريين الرفيعة، إذن ماذا حدث فعلا للشخصية المصرية لماذا يبالغ البعض فى إدانتها ويبالغ البعض فى تمجيدها.
عالم الاجتماع الكبير سيد عويس له مقولة شهيرة: هى أن المجتمع المصرى فريد من نوعه وسر تفرده أن شخصيته تكونت من طبقات متراكمة عبر آلاف السنين، ولم يكن الجديد يجب القديم بل يتراكم فوقه وأن المصريين غيروا لغتهم مرتين وديانتهم ثلاث مرات، لكنهم لم يغيروا عاداتهم وتقاليدهم، ما زالوا يتناولون نفس الطعام ويستخدمون نفس الكلمات يفرحون بنفس الطريقة ويحزنون بنفس الطريقة، صحيح تطرأ بعض التغيرات حسب الظرف التاريخى وفى أوقات الأزمات وعصور الفوضى التى كانت تستمر فى تاريخ مصر لحوالى 300 عام، لكن ذلك لا يعنى أن المصرى يتغير.. ربما تطرأ بعض التغيرات لكن الشخصية نفسها معدنها الأصيل لا يتبدل.
الدكتور خليل فاضل، عالم النفس الكبير، له دراسة عظيمة عن نفسية الشعب المصرى يقول فيها: تهون على المصرى نفسه جداً حينما يهون الوطن فى المكان الذى يعمل به، المصرى ممتد ورحب كالصحراء، وصحراؤه ليست فظّة، ولا تنجب أجلافاً بل فيها رقة السماء التى تظللها بندف القطن المتناثرة على صفحتها الزرقاء، وهو معطاء كأرضه السمراء أخضر كزرعها، يقدس الأسرة وتماسكها، يحترم القيم، لكن ثمة تحولات حدثت، لكن ستبقى السمات الأساسية الأصلية للمصرى القديم هى السائدة فهو المدافع عن الحق والعدل الشهم الجدع وأشياء أخرى كثيرة قد تتوارى قليلا لكنها لا تموت أبدا.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الحق

وهناك محاولات الإخوان المستميتة لتغيير عقيدة المصريين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة