سهير جودة

أحزاب «الدوشة» السياسية

الخميس، 14 نوفمبر 2013 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«حنجورى حعيش كده حنجورى».. هكذا حال أغلب المعارضة فى مصر فهى تعيش بمبدأ «خالف تعرف» وإجادة «طق الحنك»، الشعب المصرى أسقط نظامى مبارك والإخوان، لكن المعارضة المصرية بأطيافها القديمة ما قبل 25 يناير والجديدة التى بدأت مع 25 يناير، يجب أن تسقط بأفكارها وأساليبها.. ففى مقابل فشل وفساد النظامين «مبارك والإخوان» تقف المعارضة بمجرد شعارات وصخب احتجاجى وتسجيل مواقف على الشاشات وصفحات الجرائد فقط، والفعل على الأرض تحت الصفر، لتصبح المعارضة مجرد حالة احتجاجية دون أى برنامج أو أى رؤية لمستقبل الوطن. ربما تكون المشكلة الحقيقية فى بنية المعارضة المصرية، هى أنها لا تعبر عن جماعات مصالح أو قوى ضغط شعبية حقيقة وواضحة المعالم، وبالتالى فلن يكون لها أبدا ظهير شعبى ينتمى إليها، لأنها تعبر عن مصالحه وصوته وما لم يتم علاج هذا الخلل فى بناء المعارضة المصرية، ستظل مجرد «دوشة» سياسية فاشلة، وللمقارنة بأبسط مثال يطرأ على الذهن، يمكن أن نستدعى نموذج الحزب الوحيد الذى نجح عبر تاريخها هو حزب الوفد، وهذه مفارقة فى حد ذاتها، فالوفد كان حزبا للأغلبية، ومع ذلك كان فى أغلب تاريخه فى مقاعد المعارضة، عندما كان الوفد حزبا حقيقيا قبل ثورة 52 كان حزبا يعبر عن مصالح كبار ملاك الأراضى، لكن شعاراته وممارساته على أرض الواقع كانت تدافع عن حقوق الفقراء، والوفد كان حزبا يحوز على ثقة السواد الأعظم من الشعب المصرى، وفى الوقت نفسه كانت شعاراته الوطنية فى مواجهة الاحتلال هى العمود الفقرى الواضح الذى يشحذ مشاعر الجماهير ويجعلها تلتف حوله.
الخلاصة أن الوفد بتركيبته الواضحة المتوافقة مع الوجدان الشعبى العام، هى التى جعلته فى فترة ما من تاريخه هو الحزب الحقيقى الوحيد الذى شهدته الحياة السياسية فى مصر، معبرا عن الحالة الشعبية فعلا، بما فى ذلك قطع انحيازه الدائم لمفهوم الوحدة الوطنية، عندما فقد الوفد هذه المقومات والتبست شخصيته على المصريين، أصبح مثل مثله كل أحزاب وحركات المعارضة المصرية التى نتعايش معها الآن، وهى تعيث فى الأرض سياسة ليلا ونهارا، يا أهل المعارضة دماغنا وجعنا سنة سكوت لله.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة