سهير جودة

صنم القدوة

الخميس، 24 أكتوبر 2013 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
باسم القدوة واللازم والمفروض، يقع الكثير من الخطايا فهل نحتاج لقدوة؟ هل أغلب مشاكلنا الاجتماعية والسياسية تبدأ وتمر عبر غياب القدوة.. طب يعنى إيه قدوة؟ القدوة من المعانى التى أسأنا استخدامها، وأصبح القدوة هم نجوم فن ورياضة أو مشايخ بلا علم حقيقى.. فقط يمتلكون كاريزما. فى الغرب لا يسألونك عن القدوة التى تتبعها ولا النموذج الذى تسير عليه فى الحياة، عندنا لا يمكن أن تكون صالحا بدون أن تكون لديك قدوة، ودينية تحديدا، فمجتمعاتنا أفرزت مفهوما مشوها للقدوة.. شخصيات سحقتها القدوة فأصبحت ترى ما يراه وتدرك ما يدركه والتسليم بالسمع والطاعة للمرشد والأمير وفضيلة الشيخ.
نحن نعيش فى حالة إدمان للتسلط والخضوع اللاعقلانى للنموذج أو القائد أو لفكرة فى باطنها التخلف والإرهاب وفى ظاهرها الحق، وبالتالى يصل عدد كبير من الشباب إلى مرحلة التقديس لأشخاص وأفكار وكأنهم ملائكة علماء لا يأتيهم الباطل أبدا والنتيجة الطبيعية ظهور فئات متحزبة فى المجتمع وجماعات مؤدلجة لديها من الأفكار والاتجاهات وإلغاء العقل ما يمكن الجماعة أو القائد من التحكم بهم. النفوس والعقول الشريرة صاحبة الأهداف التخريبية استغلت حاجة بعض الشباب إلى القدوة واعتبرتها فرصة لتخدير عقول الشباب والعبث بالمجتمعات فهولاء الشباب هم وقود الإرهاب الذى يحدث فى مصر وعلى مصر.. فى زمن ما كان الناس يرون سقوط التفاحة من على الشجرة رؤية تقليدية إلى أن جاء نيوتن فرأى غير ما رآه الآخرون وعرف العالم قانون الجاذبية. العيب ليس فى القدوة ولكن فى عقل من فهم القدوة على أنها تسليم عقله للآخرين. القدوة قيمة مثلها مثل الحق والخير والجمال.
القدوة الحقيقية هى قدوة القيم، وعندما نوجهها نحو القيم نكون قد قطعنا شوطا مهما نحو الأفضل، لأن القيم فى معظمها ثابتة عبر العصور بينما سلوكيات الأشخاص متغيرة. فقيم الخير تظهر بجلاء مع كل الشر المرافق للسلوك البشرى، وقيم الجمال تظهر مع الفوضى والإهمال، وقيم الصدق تظهر مع النتائج السلبية التى يعانى منها الفرد والمجتمع بسبب الكذب.. قيم العمل مرتبطة بنتائج البطالة، وقيم التعلق بالإيجابيات تظهر فى تطور شخصية الفرد نحو الأفضل وتظهر فى قدرة الدين على تنظيم المجتمع وحل مشكلاته، بينما تظهر قيم التفكير الصحيح فى قدرة الفرد على مواجهة صعوبات الحياة والتفكير الصحيح يبدأ من المعرفة، والمعرفة لابد أن تكون فرض عين وأساس مفهوم المعرفة يبدأ «اعرف نفسك بنفسك دون أى وسيط أو قدوة».. سيدنا على رضى الله عنه يقول: غاية المعرفة أن يعرف المرء نفسه إذ إن من جهل نفسه كان بغير نفسه أجهل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة