يسرى الفخرانى

نطاطو الحبل وبهلوانات المرحلة!

الخميس، 17 فبراير 2011 07:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا بعد؟ لا أحد يملك إجابة, أى إجابة عن هذا السؤال الصغير، مرة أخرى لا أحد يملك إجابة، وهنا تختلط مشاعر الأمل بالخوف، وتطغى مظاهر الانتظار على الحقيقة .

سوف أستخدم تعبيرا أو مصطلحا أصبح حتى على ألسنة الأطفال: فى هذه اللحظة التاريخية، أو: فى مفترق الطرق، أو: فى هذا الظرف الراهن، وأكتب صباح 12 فبراير 2011 عن الغد الذى لا يعرفه أحد، لايوجد حكم يرضى جميع المصالح والاتجاهات، ولا توجد حكمة ترضى كل الأطراف والأطياف، ولا نعرف من هو اللاعب الأساسى على الأرض الآن، عشرات اللاعبين بأقدار وطن، بينما المواطن الذى لعب الدور الحقيقى فى التغيير والتعبير عن أزمة الوطن يعاد إلى خلفية الصورة، عشرات اللاعبين يتكلمون بالنيابة عن الوطن من داخل الوطن وخارجه، وكل لاعب يرى أنه هو الذى أنجز وهو الذى يجب أن يلعب دور البطولة فى الفترة القادمة، عشرات اللاعبين يطلون من عشرات الفضائيات ليس لتحليل ماحدث وما يحدث إنما لتأكيد وجودهم فى الملعب وإعلان مساحتهم فى الأزمة وتقديم أنفسهم كما يتخيلون فى الفترة المقبلة.

توقعت منذ انفجار 28 يناير أن تكون النهاية بعد أسبوعين أو ثلاثة فى يد الجيش بصيغة أو أخرى، وأن يكون للجيش الكلمة التى تجعلنى كمواطن عاش أياما من الذعر مع عائلته كما كل المصريين، أعود إلى بيتى بكل أمان، أسهر على نوم أطفالى وزوجتى دون خوف أو قلق، وأتابع انتقالا متوقعا للسلطة بأى صيغة زفها لنا وزفتها القنوات الفضائية ومحلليها بكل معتقداتهم ومصالحهم، كنت أرى وطنا يتغير.. وكنت أخشى أن يتدحرج ويتفتت، كنت أرى بلدى ينتفض.. وكنت أخاف أن يموت بالسكتة القلبية!
كل يوم كنت أرى بلدى كبيرا قويا، بكل مواطن يحمله ويحميه، وكنت ومازلت متفائلا أن مخلصيها قادرون على إعادتها للحياة فى أيام قليلة، بشرط أن تخلص النوايا ونتفاعل جميعا كلاعب واحد، ليس لكل واحد مصلحة خاصة أو فرصة يرى أو يجد أن هذا وقت تحقيقها، لو توارى عشرات اللاعبين الذين بدأوا حالة ظهور جماعى على السطح من أجل دور قادم أو مساحة تحتل.
أنا خائف على بلدى من الانتهازيين ونطاطى الحبل وبهلوانات المرحلة ومبدلى الأقنعة وراقصى الإستربتيز الذين لا يعرفون خجلا أو حياء، أنا خائف على بلدى من الوقوع فى مستنقع الشماتة والاستهزاء والسخرية ونترك العمل الذى يجب أن يبدأ فورا من أجل إنقاذ بلدى من الإفلاس، أنا خائف على بلدى من البجاحة والتبلد والعبث بفنون إدارة المؤسسات التى يجب أن تعود للانضباط بكل حزم.
ولن يكون عند أحد إجابة وافية عن ماذا بعد، إلا بعد أن نعود جميعا بقوة لنعمل بكل ضمير ووعى وليس مجرد تبادل أحلام بمستقبل وطن على رسائل التليفون المحمول.
مصر يجب أن تكون بخير بنا، وأن نكون أكبر من كل أصحاب المصالح الذين يودون القفز على سطح السفينة الآن ولو ثقبوها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة