تعيش مصر حرة.. فى لحظة الفرح ونشوة النصر

الخميس، 17 فبراير 2011 07:42 م
تعيش مصر حرة.. فى لحظة الفرح ونشوة النصر فرحة عارمة بعد الرحيل
كريم عبدالسلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ لا ننسى أن التسامح ونبذ الاغتيال المعنوى والتخوين معيار بناء مجتمعنا القوى الواعد بعد الثورة
هذه لحظة الفرح، لحظة الامتلاء بنشوة الانتصار، لحظة المصالحة بعد الخصام والبداية من جديد، كلنا نفتح صفحة جديدة لبلد نرجو له غدا ناصعا على قدر أحلامنا له، وعلى قدر حرماننا من المشاركة والإسهام فى إعلاء مجده، لا أصدق ما حدث، لا أصدق أن الحلم تحقق واستطاعت الأيادى العُزَّل أن تنتصر على المصفحات والمولوتوف والرصاص الحى، وأن إرادة الحرية قهرت أركان نظام أمنى حديدى.

لا أستطيع التصديق حتى الآن، رغم سيرى وسط الجموع محتفلا مساء الجمعة العظيمة بقرار تنحى مبارك، ورغم الهتافات التى شرخت أصواتنا، لم أستطع التصديق أن مخاض الثورة السلمية قد أتى بشروق جديد لهذا البلد الأمين، أبعد المستبدين والمفسدين، أبعد المستخفين بالشعب المصرى وإرادته، كما أبعد المتسلطين على أرواحنا وأحلامنا منذ عقود تزيد على الثلاثين عاما التى حكمها مبارك وبطانته.

أنا حر، نحن أحرار، مصرنا حرة وعلى أعتاب عهد جديد، هذه هى المحددات الأولى التى أدركناها لحظة انتصار الثورة، لحظة انتصار الدم على المصفحات، والإرادة على الاستبداد، والحلم على كوابيس الواقع، حرية بحجم رغبات الملايين فى ميدان التحرير وغيره من ميادين وشوارع المحافظات التى خرج أهلها على قلب رجل واحد يهتفون بسقوط الديكتاتور مطلقين كلمة واحدة «ارحل».

فى لحظة الفرح هذه، سنتبادل التهانى والأنخاب، ونشد على أيدى بعضنا البعض، حتى تسرى الروح الجديدة بيننا كتيار من الوعى، لا خلاف على مسمياته ومفاهيمه ومبادئه وإجراءاته، لا خلاف على محددات المصلحة الوطنية العليا، فالديمقراطية وتداول السلطة وإلغاء قانون الطوارئ وحرية إنشاء الأحزاب واستقلال النقابات المهنية، وإلغاء المحاكم الاستثنائية، وقبل كل ذلك وضع دستور جديد للبلاد، يترافق مع تحديد عمل المجلس العسكرى الحاكم، وحكومة تسيير الأعمال، وموعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، كلها محددات للمرحلة الجديدة ينبغى علينا أن نسابق الزمن للانتهاء منها، بما يتسق مع إنجاز ثورة 25 يناير العظيمة.

وفى لحظة الفرح أيضا، سنأخذ حذرنا جيدا، نفرح دون أن نفرط فى مواقعنا وواجباتنا، نفرح دون أن نتراخى فى المهام الملقاة على عاتقنا، نفرح وعيوننا على تعويض الخسائر التى نتجت عن العشرين يوما من العناد والمقاومة لإرادة الشعب، حتى لا يقال عن ثورة 25 يناير إنها تسببت فى الخسارة للاقتصاد، أو عطلت سير العمل، أو تسببت، كما راج من بعض المنافقين فى النظام السابق، فى إحداث الفوضى فى المجتمع.

أشد ما نحتاجه خلال الأيام القليلة المقبلة، أن نتكاتف جميعا فى بداية المرحلة الانتقالية حول تسيير الأعمال، وإعادة بناء الثقة بين مختلف قطاعات وفصائل وطوائف وفئات المجتمع، على الجميع أن يعرفوا أن عهدا جديدا بدأ بما يقتضيه ذلك من ضرورة طى صفحة الماضى والتطلع إلى المستقبل، العامل صاحب المطالب يعمل بجهد أكبر وهو على ثقة أن الغد سيحمل إليه أكثر مما يطلب، والسياسى الذى كان يعانى من القمع والتضييق، ليس عليه إلا أن يعبر بحرية عما يعتقد، فالميدان أصبح متاحا له ولغيره من السياسيين، والشارع هو الحكم، وأعضاء النقابات المهنية يختارون لأنفسهم القوانين واللوائح المنظمة بعيدا عن القانون المشبوه رقم 100، وينتخبون مجالس إداراتهم التى تضيف إليهم وإلى منظمات المجتمع المدنى زخما وقوة.

أشد ما نحتاجه اليوم قبل الغد، أن نسأل أنفسنا ماذا بعد، ماذا بعد الإطاحة بالديكتاتور ونظامه الأمنى القمعى، ماذا بعد أن عادت السلطة للشعب؟.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة