محمود جاد

الديمقراطية على وقع أجراس المهجر

الجمعة، 23 أبريل 2010 07:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدعوك معى للاحتفال بتأسيس دولة الكيان الصهيونى، فى الذكرى الثانية والستين لقيامها، كما أدعوك أن ترفع يديك إلى ربك داعياً إياه أن يتم بناء الهيكل، وأن تتمكن إسرائيل من الاستحواذ على كامل أراضيها بالضفة الغربية والقطاع، ثأراً لما فعله المسلمون فى مسيحيى فلسطين.. هذا الكلام لا يمكن أن تسمعه إلا من عجوز "محنك" بحجم الفذ موريس صادق، رئيس منظمة بالولايات المتحدة.. اسمح لى أن أرفض تسميتها بالقبطية.

قبل أن أستكمل، لا تدع الاندهاش يتسرب إلى عقلك، فيوم تلو الآخر، كلانا يعلم أن وقع أجراس المهجر، لم ولن يتفق يوماً مع الكنيسة المصرية، موريس صادق لم يخجل من وصف إسرائيل بنموذج نضال الدول المقهورة، ولم يمنعه حصار غزة والانتهاكات الإسرائيلية اليومية للمقدسات الإسلامية والمسيحية على حد سواء من الدعوة لإتمام بناء الهيكل، وإتمام سيطرة الاحتلال على كامل الأراضى الفلسطينية، متهماً "حماس" بتصفية مسيحيى فلسطين، رغم أن الحركة، (مهما اختلفنا أو اتفقنا معها) اختارت ضمن طاقمها الوزارى الأول عام 2005، وزيراً مسيحياً، وسلاحها ظل موجها منذ نشأتها تجاه المحتل، وحينما ضل مساره كان موجها تجاه غريمته "فتح" لأسباب سياسية وأيديولوجية لا شأن لها بالدين أو العرق.

اكتشافات موريس صادق واتهاماته ودعواته الكريمة لم تقف عند الثناء على إسرائيل، ولكنها امتدت للنيل من ثورة يوليو، متهماً إياها بالوقوف وراء قتل الأقباط فى حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بدءاً من حرب 48 وصولا إلى حرب تحرير سيناء، ولا أعرف ما هى مسئولية ثورة يوليو عن حرب 48، ولا أعرف هل كانت سيناء إمارة إسلامية، ساق الخليفة الراحل أنور السادات الأقباط فى الصفوف الأولى لتحريرها، والخلاص منهم فى الوقت نفسه!

لا أعرف أى أجندة تلك التى تحكم السيد المحترم موريس صادق، ولا أعرف هل المواطنة، وتحقيق مطالب الأقباط داخل مصر، التى أتفق مع كثير منها، لديه أهم.. أم الحصول على جنسية دولة الديمقراطية والنضال إسرائيل؟.. لكنى على يقين من نزاهة أجندة الكنيسة المصرية وقياداتها، ولم ولن أنسى أن الكنيسة احتضنت ثورة 1919، ولم أنسى يوماً أن دماء الأقباط امتزجت بدماء المسلمين على مدار تاريخ هذا البلد، ولا أحد داخل مصر أو خارجها يستطيع المزايدة على مواقف رأس الكنيسة ممثلاً فى قداسة البابا شنودة الوطنية، بدءا بمنعه السفر لبيت لحم طالما كان الاحتلال قائماً، ومروراً بإداناته المتكررة لجرائم الصهاينة.

أقدر جيداً آراء صادق، وأدعو الإسرائيليين للخروج فى مظاهرات لتأييده وترشيحه فى أول انتخابات مقبلة، بعد أن قال ما لم يجرؤ فكر ثيودور هيرتزل الأب الروحى للدولة العبرية على بلوغه يوماً ما.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة