محمود جاد

حماس.. والتطبيع على ضفاف "الصرف الصحى"

السبت، 17 أبريل 2010 07:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن يخطر ببال الشيخ الشهيد أحمد ياسين ـ رحمة الله ـ حين أسس حركة حماس عام 1987، أن تخوض الحركة يوماً الانتخابات التشريعية وتضع سلاح المقاومة جانباً طمعاً فى ظلال كرسى السلطة، لكنها فعلت.. ولم يكن يخطر بباله أن تصاب القضية الفلسطينية بمرض "الحرب الأهلية"، ولكنه حدث.. لكن المؤكد أن الشيخ الشهيد، مهما هداه فكره ليتصور أسوأ سيناريوهات المشهد الفلسطينى لم يكن أبداً ليتصور أن تقبل الحركة على "التطبيع" مع الاحتلال، ولكن هذا ما جرى.

مؤخراً، نفذت حكومة حماس المقالة حكم الإعدام بحق فلسطينيين بتهمة العمل لصالح إسرائيل، وقبل ذلك بيوم كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية النقاب عن قيام حكومة حماس ـ التى لا تزال ترفض الاعتراف الدولة العبرية ـ بالتطبيع مع الاحتلال من خلال بعثة مهندسين رى قاموا بزيارة محطة تنقية المياة والصرف الصحى بمنطقة جوس دان، بهدف الاستفادة من الخبرات الإسرائيلية فى هذا المجال، وتحويل مياه الصرف، إلى مياه صالحة للاستخدام الآدمى.

التعاون بين حماس والاحتلال الإسرائيلى، ليس درباً من الخيال، ولم تقدم إسرائيل على تلك الخطوة أملاً فى انفتاح سياسى مع الحركة المسيطرة على قطاع غزة، ولكن خوفاً من انهيار أحواض تجميع مياه الصرف الصحى فى القطاع وتسرب هذه المياه إلى جنوب إسرائيل، ورغم نفى حركة حماس للواقعة، إلا أن مصلحة المياه ببلديات الساحل بقطاع غزة أكدت صحة المزاعم الإسرائيلية، مشيرة إلى أن المهندسين والخبراء الذين زاروا إسرائيل يعملون لدى المصلحة، وأنهم ذهبوا لإسرائيل للاستفادة من خبرتها فى معالجة المياه.

اللافت، أن أزمة "الصرف الصحى" جاءت بعد أيام من قرار حماس إعدام فلسطينيين بتهمة "التعاون مع الاحتلال"، وذلك رغم أن القانون الفلسطينى، الذى خاضت حماس تحت سقفه الانتخابات التشريعية عام 2005، ينص على أن تكون أحكام الإعدام مصدقة من قبل رئيس السلطة.

يأتى ذلك فى الوقت الذى اتهمت فيه حركة الجهاد الإسلامى، حماس بإجهاض عمليات المقاومة ضد الاحتلال، بعد أن اعتقلت سلطات حماس شمال القطاع 4 ناشطين من الجهاد، قبل تنفيذهم إحدى العمليات الفدائية وذلك بزعم وجود هدنة سرية بين حماس والاحتلال، تحفظ للمقاومة حق الرد فى حال إقدام إسرائيل على أى عدوان.. ولكن هل يخفى الإعلام الإسرائيلى الذى كشف سر "مهندسى الصرف الصحى".. خبراً بحجم الهدنة مع حماس؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة