محمود جاد

العمائم السوداء.. عبد الناصر.. وعروبة لبنان

الأحد، 17 أكتوبر 2010 07:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما يتحدث دبلوماسى يعمل على أرض عربية عن أفكار دولته ونهجها السياسى الذى "أصبح يحتل مكانة فى قلوب شعوب المنطقة" ويقول بأن رئيس بلاده أصبح يتمتع بشعبية تفوق تلك التى كان يحظى بها الرئيس جمال عبد الناصر فى الدول العربية، فإن الأمر قطعاً يحمل مبالغه لا تليق.. وربما يفتح الباب أمام هوية البلد التى يعمل هذا الدبلوماسى على أرضه.. هل هو عربيا ـ شيعياً، أم فارسى الهوى.

هذا ما حدث على أرض بيروت.. وهذا ما قاله سفير إيران غضنفر ركن آبادى، مشيراً إلى أن حفاوة الاستقبال الذى تمتع به نجاد خلال زيارته للبنان فاق الاستقبالات التى كانت تصاحب الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر. وقال ما نصه: إن الدينا بأكملها شاهدة على أن الجمهورية الإسلامية وأفكار الإمام الخمينى والمرشد الأعلى خامنئى تحتل مكانة فى قلوب شعوب المنطقة، والدليل على ذلك كان الاستقبال الحار الذى لاقاه أحمدى نجاد".

لا يدفعنى غلظة اسم السيد "غضنفر" إلى التراجع عن عقد مقارنة بسيطة بين الزعيم جمال عبد الناصر والرئيس الإيرانى أحمدى نجاد الذى يلقى محاضر اجتماعات حكومته وتوصياتهم فى بئر بولاية جامكاران لنيل بركات المهدى المنتظر، الذى قال عنه إنه سيأتى بصحبة المسيح عليه السلام ليحرر فلسطين من الاحتلال الإسرائيلى.. إذا التحرير فى مفهوم السيد نجاد لن يأتى إلا من السماء، ولا وجود لقنبلة نووية إسلامية كما يروج أنصاره فى القطر العربى ولا مجال للحروب بين تل أبيب وطهران سوى صفحات الجرائد ومساجد طهران التى لا تمل من سب إسرائيل وشيطانها الأكبر (أمريكا) يومياً.

أنا هنا لا أود أن أذكر السيد "غضنفر" بشهيدة اعادة انتخاب نجاد، "ندى سلطان" التى قتلها أفراد الحرث الثورى بدم بارد فى شوارع طهران رمياً بالرصاص، ولا أود أن أذكره بأن عبد الناصر حينما سقط عام 1967 بعد النكسة، خرج جموع المصريين يعلنون رفضهم لقرار التنحى.. لكن ما يشغلنى حقاً هو هذا الكم اللافت من الحرية التى يتحدث بها مسئول إيرانى على أرض يفترض أنها عربية.

لا أمتلك أى سند للطعن فى عروبة بقعة من الأرض تتاخم سوريا، ولا أملك ما يكفل لى الحديث عن "فينيقية" لبنان أو "متوسطيته".. ولن أتحدث عن إيران الفارسية التى قبلت الفتح إسلاميا وليس عربياً، وتنازعنا على عروبة الخليج ـ اسماً وفعلا ـ وتنازعنا على عروبة لبنان وتنوعه، وعروبة العراق و"سنيته".. أن هنا أسأل فقط: هل يجوز المقارنة بين زعيم كان نفوذه عابراً للقارات وصل إلى كوبا، الهند، باكستان، الشمال الأفريقى، برئيس ينتظر إمامه المهدى ليحرر بقاع العالم الإسلامى ويحسن أوضاع الداخل الإيرانى بمباركته؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة