معرض الكتاب يرفض إقامة ندوة عن كتاب "التحرش الجنسى بالمرأة"

هبة عبد العزيز: المجتمع الذكورى وراء التحرش

الأحد، 01 فبراير 2009 03:00 م
هبة عبد العزيز: المجتمع الذكورى وراء التحرش الصحفية هبة عبد العزيز صاحبة أول كتاب فى العالم العربى عن التحرش الجنسى بالمرأة
حاورتها مريم فارس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكاتبة الصحفية هبة عبد العزيز الصحفية بجريدة الأهرام، قدمت فى كتابها قضية من أهم القضايا التى واجهها المجتمع بمرارة فى الفترة الأخيرة، وخاصة الفتيات والنساء، حيث يعد كتاب "التحرش الجنسى بالمرأة" هو أول كتاب فى العالم العربى الذى تطرأ إلى هذه القضية بجرأة وبدون خطوط حمراء.

هبة عبد العزيز واجهت العديد من المعوقات أمام كتابها، حيث رفض المسئولون فى معرض القاهرة للكتاب إقامة ندوة، رغم أهمية مناقشة هذه القضية فى مجتمعنا المصرى، وهاجمها بعض الكتاب والصحفيين لفتح مثل هذا الملف الحساس فى المجتمع المصرى، لكنها مصممة على النداء لوقف المهزلة الاجتماعية التى تحدث تجاه المرأة فهو إهانة لها لا يسكت عنها، كان لليوم السابع حوار معها.

كيف جاءت فكرة كتابك "التحرش الجنسى بالمرأة"؟
تحمست لهذه القضية لأنى عضوة أنثوية فى هذا المجتمع، ولاشك فى أننى مثل أى أنثى تعرضت للتحرش بأى شكل من أشكاله، وكلما التقيت بصديقاتى حول فنجان شاى أو بأحد "الكافيهات"، سرعان ما تتحول دفة الحديث حول الشكوى من كم المعاكسات والتحرشات البشعة!! وهذه الملاحظات أثارت حسى البحثى، وقررت الاشتغال أكاديمياً على هذه الظاهرة.

من المؤكد واجهتك العديد من المعوقات فى بداية بحثك، فما هى؟
بالطبع فلم يكن سهلاً أن تخضع مائة امرأة لاستطلاع رأى حول التحرش الجنسى، فالكثيرات رفضن المشاركة، ومعظم من وافقن اشترطن إخفاء هويتهن! والمدهش أنه فى استطلاع الرأى الذى شمل عينة موازية من الرجال حدث نفس "التهرب" أو المشاركة مع إخفاء الهوية.

توصلت خلال بحثك إلى العديد من التعريفات للتحرش الجنسى .. فماذا كان أبرزها؟
التحرش الجنسى هو محاولة استثارة الأنثى جنسياً بدون رغبتها، ويشمل اللمس أو الكلام أو المحادثات التليفونية أو المجاملات الغير بريئة، يحدث التحرش عادة من رجل فى موقع القوة بالنسبة للأنثى مثل المدرس والتلميذة الطبيب والمريضة، حتى رجل الدين والمتعبدة.

ما أكثر التعليقات التى فاجأتك من النساء؟
حين وضعت الأسئلة وحددت العينة، لم أكن أتخيل أن كثيرات من خريجات الجامعة ومن ذوات الخلفية الثقافية والاجتماعية الراقية يرفضن مجرد المشاركة فى الاستطلاع! وهذا يشير إلى حجم المصيبة التى ألمت بمجتمعاتنا، فلا شىء ـ فيما يبدو ـ يردع المتحرشين، لا سن الضحية، ولا مركزها الاجتماعى، ولا حالتها الاجتماعية، وليس صحيحاً أن من تتعرض للتحرش هى بالضرورة تلك المتحررة التى تخرج من البيت مكشوفة الشعر، ترتدى الجينز وتتباهى بجمالها وشبابها، فكم من سيدات فى الخمسين من العمر تعرضن للتحرش، وكم من فتيات ترتدين الحجاب والخمار، بل أحياناً النقاب، كن ضحايا هذه الجريمة!

هل تعاطفتِ مع إحدى الحالات التى تعرضت للتحرش؟
من أكثر الحالات التى تعاطفت معها، وأيضاً تعجبت جداً وهى تسرد لى قصتها مع التحرش، هى إحدى الفتيات اللاتى ذهبن إلى مشيخة الأزهر لتقابل مفتياً لتستفسر منه على شىء، وتفاجأت أثناء جلوسها مع رجل الدين أنه يقوم بلمس يديها وجسمها، مما جعلها تجرى خائفة منه!! فكيف يصدر التحرش عن أشخاص يفترض أنهم محل ثقة مثل "ضابط الشرطة وإمام المسجد وقس فى كنسية"؟، فغالبية النساء يعتقدن فى مبدأ واحد ألا وهو "حاميها .. حراميها!".

ما هو أكثر أنواع التحرش التى توصلتِ لها من خلال البحث؟
كانت نسبة "التحرش بالألفاظ" 40%، فى حين ترى 20% أن "التحرش بالنظرات" هو الأكثر شيوعاً، والمفارقة أن 30% يرون أنه يصعب تحديد شكل معين، فكل الأشكال شائعة جداً بنفس الدرجة، سواء التحرش باللمس والتحرش بالنظرات أو التحرش بالألفاظ، وكانت نسبة من قلن إن التحرش باللمس هو الأكثر شيوعاً 10% فقط. وهذا يؤكد النتائج السابقة التى تبرز وبشدة عدم قدرة المرأة على البوح بأشياء تتعلق بها بشكل مباشر خوفاً من الفضيحة وحفاظاً أعمى على سمعتها.

ما هى الأسباب التى ساعدت على انتشار هذه الظاهرة الوحشية فى المجتمع؟
كانت نتيجة بحثى هى أن نسبة 49% تعود إلى "غياب الوازع الدينى"، بينما يشير 21% إلى الكبت الجنسى و30% إلى غياب مفاهيم الرجولة والشهامة.

وماذا عن أراء الرجال؟
كانت نتائج غريبة ومفارقات تدعو للدهشة، حيث أفاد 95% من أفراد العينة، بأنهم لم يمارسوا التحرش على الإطلاق و3% مارسوه مرة واحدة فقط، و2% هم من كان لديهم الشجاعة الكافية وأجابوا بأنهم لا يستطيعون حصر مرات تورطهم فى هذا السلوك! والتساؤل الذى يفرض نفسه هو لو افترضنا أن هذه النتيجة صادقة، فمن يقوم بالتحرش إذن؟ وما الذى نراه من حولنا كل يوم وفى كل مكان؟!!

وما أكثر الإجابات التى فاجأتك؟
هو الرد على سؤال "ما هو رد فعلك حين تكون شاهداً على واقعة تحرش جنسى؟"، فأجاب 90% من أفراد العينة "أتجنب الأمر تحت شعار دع الخلق للخالق"، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على السلبية المطلقة التى يتمتع بها الرجال الآن، فأين ضاعت النخوة والشهامة!!

ما هى أبرز التوصيات التى تطرقتِ إليها فى كتابك "التحرش الجنسى بالمرأة"؟
سرعة إصدار تشريع قانونى جديد يواجه الظاهرة بحسم.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة