"لا شُكر على واجب"، هذه الجُملة تعلمناها منذ نُعومة أظافرنا، وتعلمنا أن نقولها ردًا على الشكر الذى يُقدم لنا على صُنع الجميل، وكنا نقولها إما رفعًا للحرج عن قائلها؛ نظرًا لشعوره بالامتنان والتقدير لنا على صنيعنا، أو نقولها اقتناعًا منا بأن ما قدمناه هو واجب علينا نابع من التزامنا وضمائرنا.
كعادتى كلّما عزمت على أمر، أختلى بنفسى فى مكان ناء حتى يكون الفكر صافيا والقرار منطقيا، فاخترت بقعة بعيدة تخفت فيها أقدام المارة، مرّت نسمة هواء شاردة فاحتفيت بها هربا من رطوبة الصيف الخانقة ليل نهار .